مهارات التواصل


التواصل المدروس


    في هذا المقال:

  •  كيف توصل رسالتك بفعالية؟
  • كيف تحسّن رسالتك بالتفكير الاستباقي؟

 إذا كان في جعبتك ما تود البوح به من أمر مهم، فستحتاج إلى استراتيجية لإيصال رسالتك إلى الجمهور المناسب، ولن يكفيك نشر بضع منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي على أمل إثارة الانتباه، فبناء استراتيجية تواصل فعالة هي عملية مكثفة، وعادة ما نغفلها لهذا السبب بالتحديد. وكثيرا ما ينتابنا الأسف عندما لا تصل رسالتنا الذكية إلى أيّ كان، والأسوأ من ذلك أن تأتي بنتائج عكسية وتعرضنا للنقد، أو حين نفقد السيطرة على التكاليف المالية التي ننفقها على جهود التواصل.

الرسالة القوية تصبح أقوى بالتخطيط

ثمة حجتان قويتان لصالح التخطيط. فمن ناحية، كلما كانت الرسالة أفضل، استحقت تخطيطا أكثر؛ ومن الناحية الأخرى، ستصبح الرسالة القوية أقوى كلما خُطط لها أكثر! ستساعدك بعض الخطوات الملموسة في بناء استراتيجية تؤدي إلى تلك النتائج.

1. حلّل أهدافك

إن ذلك يبدو أسهل مما هو عليه في الواقع، فأهدافنا غالبا ما تكون غنية بالآمال، فقيرة بالتفاصيل؛ وللمساعدة في تحقيق تلك الطموحات السامية، يجب أن تبدأ بالتساؤل:
  • من الذين أود الوصول إليهم؟
  • كيف أريد لهؤلاء الناس أن يتغيروا؟
  • لماذا قد يقررون أن يتغيروا؟
  • متى تنتهي حملتي بغض النظر عن نتائجها؟
  • ما مقاييس التغيير التي يمكنني استخدامها لتقييم جهودي وتحسينها في المستقبل؟

إحدى السبل الفعالة للإجابة عن هذه الأسئلة هي الإجابة عنها في شكل عبارات واضحة متينة الصياغة، تصف بها التأثيرات المرغوبة في الجماهير المستهدفة: سنتواصل لجعل [الجمهور] [يتغير] لأن [الدافع] في [الإطار الزمني] كما هو موضح بواسطة [المؤشرات]. قد تكون هذه الأهداف مؤقتة وقد نوسعها ونحسنها مرارا وتكرارا طيلة مدة الحملة نفسها..

2. تصوَّر جمهورك...

بمجرد تحديدك الفئات المختلفة لمن ستخاطبهم، وتهدف إلى التأثير فيهم، عليك أن تبعث الحياة في كل مجموعة من هذه المجموعات. ومرة أخرى اسأل نفسك:
  • من هم الممثلون الجيدون لكل جمهور، لا سيما بين من أعرفهم من الناس؟
  • ما صلتهم بالموضوع الذي أريد التواصل بشأنه؟
  • لماذا يفكرون ويؤمنون ويتحدثون ويتصرفون بالطرق التي تميزهم؟
  • أين يتوجهون عادة طلبا للمعلومات، وفيمن يثقون؟
  • ماذا يواجهون من مشكلات تتعلق بموضوع حملتي؟

قد تفكر في رسم الشخصيات، وهي طريقة تُستخدم للتصميم والتسويق الموجه للمستخدم، للمساعدة في جعل استراتيجيتك أكثر واقعية وتفصيلا.

السؤال الأخير في القائمة أعلاه صعب لكنه مهم للغاية، فنحن نستجيب قبل كل شيء للرسائل التي تلبي أحد احتياجاتنا. ولكي يكون فعالا، ينبغي أن يتضمن أي شكل من أشكال التواصل حلا لمشكلة ما، سواء كان الحل نصيحة أو معلومات أو إلهاما أو مواساة أو تصديقا أو تحذيرا، ولذا فإن الحملة الناجحة توائم أهدافها مع الاحتياجات الأساسية لمختلف الجماهير المستهدفة. 

3...ومنافسيك

سيكون من الرائع لو كان في يدنا مكبر صوت، فبه يعلو صوتنا على أصوات الجميع، لكننا في الواقع ننافس كثيرا من الأصوات الأخرى التي تؤثر في نفس الجماهير، سواء عن قصد أم بغير قصد. كما هو الحال دائما، اسأل نفسك بعض الأسئلة:
  • من هم المنافسون لي؟
  • ما هي سردياتهم؟
  • كيف يعبرون عنها؟
  • لماذا يحققون النجاح؟
  • أين يخفقون؟

هنا قد تستفيد من استخدام أداة تسويق تقليدية: التحليل الرباعي، والذي يمثل مصفوفة تحدد فيها نقاط القوة والضعف والفرص والتهديدات. وأيا كانت المنهجية التي تختارها، عليك تحليل الآخرين لفهم تميزك. بمعنى آخر، كيف تجعل تواصلك مميزا في بيئة تنافسية صاخبة؟

4. حدد قنوات تواصلك

لعل أهم خطوة في الحملة هي تحديد طرق التواصل التي ستستثمر فيها، ويعتمد ذلك كليا على استكمال الخطوات المذكورة أعلاه. قد يكون التواصل شخصيا، أو في فعاليات الخطابة العامة، أو عبر وسائل الإعلام التقليدية، أو وسائل التواصل الاجتماعي، أو اللوحات الإعلانية، أو الكتيبات، أو البريد، في مكاتب المساعدة، وما إلى ذلك. تحتوي كل واحدة من هذه الوسائط على متغيرات كثيرة قد تناسب حملات أو جماهير معينة دون غيرها، وقراراتك في هذه المرحلة تحدد كل شيء يلي ذلك، لذا تأكد من الإجابة عن هذه الأسئلة:
  • الصيغة - هل سأطرح حجة مقنعة، أم سأستخدم صورا جذابة، أم سأسخر شبكة شعبية؟
  • الميزانية – كم سيكلفني كل ذلك، وكيف يؤثر ذلك في تحديد تموضعي؟
  • الإطار الزمني – كم من الوقت سيستغرق مني الأمر عمليا؟
  • سير العمل - ما المهام المطلوبة، وما العمليات التي يجب تنفيذها؟
  • المسؤوليات - إذا كان ذلك يتضمن فريقا، فمن الذي يجب أن يقود ويستشار ويطلع على المعلومات؟
  • ردود الفعل - أين يمكنني العثور على معايير تأثير موثوقة؟

 تشير كل تلك القرارات إلى قدر ليس بالقليل من التغير من جانبك، فثمة شيء أساسي يجب فهمه عندما يتعلق الأمر بالتواصل الناجح: لجعل الآخرين يتغيرون، يجب علينا أيضا تغيير أنفسنا. ولكي تؤثر في جمهورك، عليك أن تفكر وتتحدث وتتصرف وفقا لشروطهم.

5. خطط لمحتواك

يحتاج محتواك للتحلي بالتماسك أكثر من حاجته للعبقرية

إن الحملة، بحكم تعريفها، هي جهد مستمر تضبطه قواعد، ولا يمكن لأي تواصل أن يستمر على نحو متقطع دون أن يضعف تأثيره، ولذا قد يتضمن محتواك ومضات من العبقرية، لكن يجب أن يتحلى أيضا بهوية عامة متماسكة، فضمن هذا الإطار وحسب يمكنه التكيف بكفاءة مع ردود أفعال جمهورك المستهدف، وبالتالي تتضمن خطة المحتوى مزيجا من العناصر:
  • إرشادات للرسائل الشفهية - أي الشعارات والحجج والقصص والكلمات الرئيسة
  • إرشادات للإشارات غير اللفظية - كالصور ولغة الجسد والنبرة والموضوعات الأساسية وأسماء العلامات التجارية، وما إلى ذلك
  • التسلسل – أي تصاعد تدريجي للنتيجة يؤدي إلى الذروة
  • حلقة من ردود الفعل - لالتقاط ردود الفعل على الحملة ومعالجتها وضبط الخطوات اللاحقة
  • خطة طوارئ – في حال كانت ردود الفعل سلبية للغاية

6. أغلق واختتم

وسواء كانت الحملة ناجحة أم لا، لا تدعها تطول لأن ذلك لن يؤدي سوى لتفاقم النتائج حين يحل بك الإرهاق، ويمكنك دائما العودة إلى الموضوع في حملة جديدة لاحقا. ولذا عليك أيضا أن تختم دائما جهود تواصلك بإجراء تقييم شامل لكيفية سيرها وفعاليتها.

وتذكر أن أفضل فرص نجاحك في المستقبل تكمن في الدروس التي تعلمتها من الماضي، وإذا لم تجعل جمهورك المستهدف يتغير بالقدر الذي كنت تأمله، فقد يكون ذلك لأنه لا يزال ثمة الكثير لتغيره في نفسك!

14 كانون الأول / ديسمبر 2023